المادة    
السؤال: هل الباطنية من فرق الإسلام؟
الجواب: قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {تفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة} أما الباطنية فليست من فرق هذه الأمة، وكذلك غلاة الروافض، وغلاة الصوفية، وكذلك غلاة نفاة الصفات: كـالجهمية،كلهم ليسوا من الفرق الاثنتين والسبعين، وقد أخرجهم أئمة الإسلام كـعبد الله بن المبارك ووكيع وسفيان بن عيينه وأمثالهم، وقد ذكر ذلك الإمام البخاري في كتاب خلق أفعال العباد وذكره أيضاً عبد الله بن أحمد في كتاب السنة وغيرهما من الأئمة الثقات الأثبات، فقد نقلوا عن هؤلاء الأئمة أن هؤلاء الغلاة ليسوا من فرق الإسلام، ومثل هؤلاء فرق الغلاة الذين كانوا في عصرهم كـغلاة القدرية ونفاة الصفات فهؤلاء ليسوا من الفرق الاثنتين والسبعين، وقياساً على هؤلاء وأشد منهم الباطنية؛ لأنه ما من معتزلي ولا أشعري -فضلاً عن السني- إلا وهو يكفر الباطنية ويخرجهم من الملة، ولم تجمع الأمة الإسلامية وتجمع كتب التاريخ والفرق على تكفير أية فرقة كإجماعها على تكفير الباطنية، حتى أن بعض كتب الشيعة الإمامية الإثنى عشرية تكفرهم، لأنهم كما عرضنا يبدءون بعرض العقيدة الشيعية ثم في الأخير يطعنون في علي وفي الأربعة الذين معه، بمثل ما طعنوا في أبي بكر وعمر، فيكون الأمر وينتهي الحال إلى تكفير علي أيضاً، وأنه كذَّاب ودجال، فمن هنا تكفرهم بعض كتب الشيعة الإمامية، وإن كانوا وإياهم في الأصل والمشرب واحد، مثل ما يكفرون النصيرية؛ لأن محمد بن نصير يدعي أنه هو الباب الذي يبلغ عن صاحب السرداب، بينما الآخرون يرون أنهم هم أولى بذلك، فاختلفوا في هذه القضية بعد اتفاقهم جميعاً على اختلاق فكرة الغائب في السرداب، فنتيجة لهذا الاختلاف يكفر بعضهم بعضاً.
والصلاة خلفهم وعلى جنائزهم لا تجوز في حال من الأحوال، فلا يُصلى خلفهم ولا تشهد جنائزهم، ولا تؤكل ذبائحهم، ولا يجوز مناكحتهم، وشَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية رحمه الله أفتى فيهم بالفتوى الصريحة وهي موجودة في مجموع الفتاوى وفي غيره، لما سُئل عنهم وعن دينهم، فأفتى فيهم بهذه الفتوى، وأنهم يعاملون معاملة المرتدين الذين هم أشد كفراً من اليهود والنصارى، فاليهود والنصارى تؤكل ذبائحهم وتنكح نساؤهم وتقبل منهم الجزية، وهؤلاء لا يقبل منهم ذلك كله، وإنما الحل -كما ذكر رحمه الله وأثابه- قال: الحل أن يقتل كبارهم، وأن يؤخذ عبادهم وصلحاؤهم وعقلاؤهم أو ما يسمونهم فيقتلون بعد أن يدعوا إلى الإسلام، فمن تاب منهم فإنه يوضع تحت الرقابة الشديدة، هذا على قول وعلى مذهب من يرى أن الزنديق له توبة، وبعض العلماء كالإمام مالك والرواية الراجحة للإمام أحمد يرون أنه لا توبة للزنديق في الدنيا عندنا، وأما في الآخرة فالله يحاسبه على ما في قلبه، فعلى هذا يقتلون جميعاً، وأما صغارهم وصبيانهم فيؤخذون ويُفرقون بين المسلمين ويربون على السنة والجماعة فهذا هو ملخص لما أفتى به شَيْخ الإِسْلامِ وهو ملخص لحكم التعامل معهم.